Quantcast
Channel: توجيه بريس tawjihpress
Viewing all articles
Browse latest Browse all 4023

سياقات ودواعي إعادة التوجيه |الحلقة الأولى|استهلال بقلم الھاشمي كبدة

$
0
0

مما لا شك فيه أن التوجيه التربوي والمهني شأن مؤرق لاسيما لفاعلين أسين مفترضين في منظومة التربية والتكوين ألا وهما المتعلمات والمتعلمين وأسرهم، ويزدادون أرقا حينما لا يستقرون على قرارات دراسية أو تكوينية أو مهنية معينة أو يخفقون في تلك القرارات مما يتحتم السعي للتصحيح والمراجعة عبر اللجوء لعملية إعادة التوجيه. وإن كانت النتائج العددية لمجالس إعادة التوجيه لا توحي باحتدام الظاهرة في كافة عتبات سياقات ودواعي إعادة التوجيه الحلقة الأولى استهلالالتوجيه فإن من الجدير بالإشارة إلى التزايد الملفت لأعداد تلميذات وتلاميذ مستوى السنة الثانية بكالوريا مسلكي العلوم الرياضية -أ- و-ب- الذين يتقدمون بطلبات تغيير التوجيه إلى مسالك مستوى السنة الختامية بكالوريا علوم تجريبية إذ أكثر من خمسي الموجهات والموجهين إلى تخصصي علوم رياضية -أ- و-ب- برسم الموسم الدراسي 2013/2014 بنيابة أكادير-إداوتنان لجئوا لعملية تغيير التوجيه، ورصد على المستوى الوطني قيام أكثر من 40 % من متمدرسات ومتمدرسي مستوى السنة الثانية بكالوريا علوم رياضية بتغيير التوجيه إلى مسالك السنة الثانية بكالوريا علوم تجريبية برسم نفس الموسم؛ ومع الحجم الملفت لطلبات أولئك لمراجعة قرارات مجالس التوجيه أنجز مفتشا التوجيه التربوي الهاشمي كبدة ومحمد شفيق بحثا استكشافيا وذلك رغبة في الإحاطة ببعض من العوامل الخلفية لهذه الظاهرة، وقد توخي منه، نظريا الإمتاح من بعض أدبيات التوجيه وإعادة التوجيه لاسيما المقاربات والإشكالات والرهانات والبنيات والمساطر، والوقوف على الأجرأة التنظيمية للتخصص الدراسي العلوم الرياضية أهدافا ومواصفات وتقويما، وميدانيا رصد بعض سياقات ودواعي مطالبة متعلمات ومتعلمي مستوى السنة النهائية بكالوريا علوم رياضية بإعادة النظر في اختياراتهم الدراسية؛ وبالنظر لراهنية موضوع إعادة التوجيه في بدية كل موسم دراسي أرتئ منجزا البحث تقاسمه مع القراء في حلقات.

الحلقة الأولى: استهلال

اتسمت الحركة الاقتصادية ما قبل العصر الحديث ببساطة وسائل الإنتاج وضعف مردوديتها وتواضع ظروف العيش؛ لكن اكتشاف الإنسان لتقنيات جديدة وتطويره لها قلبت تلك المعطيات رأسا على عقب. فبفضل التقدم التكنولوجي شهدت حياة البشرية تحولات طالت كافة المناحي، تجلت على الخصوص في الزيادة في الآلات والتجهيزات إتقانا ووظائف، وهجرت الساكنة النشيطة مواطنها الأصلية وأحدثت مهن جديدة، وارتفعت وتيرة الإنتاج وتحسنت الشروط المادية للإنسانية وتنوع استهلاكها، وتحسنت إنتاجية الاستثمارات وعرف سوق الشغل تقلبات تولدت عنها أزمة البطالة. ومن تداعيات تلك التغيرات استغناء الاقتصادات العصرية عن اليد العاملة الأقل تأهيلا ولجوئها في تلبية حاجاتها من الموارد البشرية إلى كفاءات عليا متنوعة ومتسمة بالقدرة على التكيف والتحول السريع. ويبقى توفير هذه الموارد من مهام واختصاصات الأنظمة التربوية والتكوينية، إذ عليها العمل على تأمين المعارف التكنولوجية الضرورية وكذا الاشتغال على تعديل المواقف والحوافز والتمثلات والتأثير عليها ، وضمان تمكين الفرد من كفايات التأقلم مع وضعيات طارئة ومستجدة.
وعليه، ظهر إلى الوجود حقل معرفي جديد من علوم التربية وهو التوجيه التربوي الذي يدرس ويعالج قضايا تقاطع ديناميتين: حركية تطور العالم السوسيو-اقتصادي من جهة ، وسيرورة النمو الشخصي للفرد من جهة أخرى. وتتفاعل في نقطة التلاقي هذه متغيرات عدة: سيكولوجية، عائلية، مؤسساتية، اجتماعية واقتصادية. ويزداد تفاعل تلك العوامل تعقيدا بالبحث عن التوفيق بين ميولات واهتمامات ومؤهلات الأفراد وعن إمكانات اندماجهم في التنظيمات الجماعية التي تشكل الشعب الدراسية والمسالك التكوينية والقطاعات المهنية امتدادات لها(1). وترجمة للأدوار والوظائف التنموية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمنظومات التربية والتكوين هندست هذه الأخيرة أسلاكا وأقطابا وشعبا مع إيلاء أهمية متزايدة لإرساء تخصصات العلوم الدقيقة والتجريبية والتي تشكل العلوم الرياضية أحد روافدها.
وبعد تحرر العديد من الدول من قبضة الاستعمار لاسيما المنتمية منها “للعالم الثالث” شرعت بعض من هذه الأخيرة في تعميم التمدرس على سكانها، ولم تذخر جهدا في تأمين مقعد دراسي لكل طفل(ة) في سن الدراسة؛ وبمرور السنوات، ومع المتطلبات الجديدة لسوق الشغل أتخذ مشكل البطالة أبعادا مخيفة، وقد مست هذه الظاهرة في جزئها الكبير حملة الشواهد حيث ملاقاتهم لصعوبات جمة في إيجاد فرص العمل؛ وكان الواقع الاقتصادي لتلك الأمم بعيدا عن الإتيان بحلول لمعضلة العطالة تحـــــت
مبرر انعدام التطابق بين جانبيات التكوين وحاجيات القطاعات الإنتاجية.
لكن رغم بداهة تصحيح الوضع ظل التوجيه المدرسي والمهني في أنظمة التربية والتكوين لتلك الدولضمنها المغرب يخضع، من زاوية المقاربة الماكرو-تحليلية، لإملاءات الخرائط التربوية والتكوينية بعيدا عن اهتمامات وتطلعات التلميذ(ة)والطالب(ة) والمتدرب(ة) حيث الانتقال من مستويات عتبات التوجيه إلى المستويات التعليمية أو التكوينية الموالية مشروط بالطاقات الاستيعابية لمؤسسات التربية والتكوين، والانتقاء يتم على قاعدة المعايير الإدارية؛ وبالتالي يصبح النظام التربوي والتكويني في وضعية عجز عن تلبية رغبات كل متمدرس(ة) مما فاقم من الطعن في قرارات مجالس التوجيه.
أما من زاوية المقاربة الميكرو-تحليلية فإن التوجيه المدرسي والمهني يتمفصل على استشراف المتعلم لمستقبله وتحديد تصوّراته ورسم معالم حياته القادمة، باستقراء المهن، واستكشاف المسالك الدراسية والتكوينية، طارحا إمكانات الملائمة بين ميولاته ورغباته ومؤهلاته وقدراته الذّاتية، وبهذا يتحدّد لديه تمثل اختياره الدراسي والمهني بل يحسم فيه، لكن في العديد من منظومات التربية والتكوين يلجأ الشباب إلى مراجعة تمثلاتهم وإعادة النظر في قراراتهمالدراسية والتكوينية والمهنية.
ومن زاويتي المقاربتين السالفتي الذكر معا أصبح التعاطي لعملية إعادة التوجيه رائجا في أنظمة التعليم والتكوين، وهذا الإجراء يندرج في إطار روح العدالة والمطالبة بالحق في الدراسات والتكوينات المرجوة ومن ثمة اكتسائه لطابع الحق كما هو وارد في مواثيق عدة.
وهكذا، وعلى ضوء الأدوار الجديدة لمنظومة التربية والتكوين المتجاوزة للتعليم والتعلم والممتدة إلى تسليح الفرد بمهارات التنبؤ والتموقع والتكيف، وإلى إكسابه قدرات التحيين والتغيير والتصحيح سعيا لمساعدته على التحكم في مصيره مع ما يقتضيه هذا من استيعابه لذاته ومحيطه وتحديده لحاجاته في أفق ترجمتها إلى مشاريع قابلة للأجرأة؛ سطرت للتوجيه التربوي وإعادة التوجيه غايات وأهداف، وأنيطت بهما مهام ووظائف؛ وحكم إرساء الشعب والمسالك الدراسية للعلوم الرياضية تصورات،فلنسعى للملامسة النظرية لبعض عناصر الأجوبة عن التساؤلات التالية:
– ما هو كنه وإشكالات ورهانات التوجيه وإعادة التوجيه التربوي؟
– ما هي أهم الأطروحات النظرية المقاربة لهما؟
– ما هي بنياتهما ومساطرهما؟
– ما هي المرامي والمواصفات المتوخاة من شعبة العلوم الرياضية؟
والعلوم الرياضية، رغم التحفيز على التوجيه إليها حيث اعتبار مستواها للسنة الأولى بكالوريا من التخصصات غير المحدودة المقاعد، وبالرغم من توسيع قاعدتها في الأقسام التحضيرية للمدارس العليا ومدارس ومعاهد عليا أخرى حيث الرفع من كوطا حملة البكالوريا رياضيات، فإنه يرصد عزوف نسبي على ولوج المسلكين -أ- و-ب- لمستوى السنة الختامية بكالوريا، فعلى سبيل المثال سجل برسم الموسم الدراسي 2013-2014 بنيابة أكادير-إداوتنان لجوء أكثر من 40 % من التلميذات والتلاميذ الموجهات والموجهين إلى تخصصي-أ- و-ب- لمستوى السنة النهائية بكالوريا علوم رياضية إلى إعادة التوجيه إلى مسلكي العلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض لمستوى السنة الثانية بكالوريا علوم تجريبية، ورصد على المستوى الوطني قيام 6106 متعلمة ومتعلم من بين 15182 موجهة وموجه إلى مستوى السنة الثانية بكالوريا علوم رياضية بتغيير التوجيه إلى مسالك السنة الثانية بكالوريا علوم تجريبية، ومع الحجم الملفت لطلبات أولئك لمراجعة قرارات مجالس التوجيه فيبدوا من المتعين البحث عن بعض العوامل الخلفية لسياقات ودواعي إعادة النظر في اختياراتهم الدراسية بالسعي لملامسة عناصر أجوبة للتساؤلات التالية:
– ما هي المسارات الدراسية لهؤلاء بالتعليم الثانوي التأهيلي ودوافع اختيارهم للجذع
المشترك العلمي أو التكنولوجي وكدا تخصص العلوم الرياضية لمستوى السنة الأولى
بكالوريا ؟
– ما هي السياقات التي واكبت اتخاذهم لقرارات التوجيه إلى مستوى السنة الأولى بكالوريا
شعبة العلوم الرياضية وإلى مستوى السنة الختامية بكالوريا مسلكي-أ- و-ب- علوم
رياضية؟
– من هم الأشخاص الذين استشاروهم قبل الإقدام على مراجعة قرارات مجالس التوجيه؟
– ما مدى اهتمامهم بالتوجيه التربوي؟
– ما هي الدواعي التي جعلتهم يتخذون قرارات إعادة التوجيه؟
– ما هي الفترات الزمنية لاتخاذهم لقرارات إعادة التوجيه؟
– هل هم مرتاحون لقراراتهم تلك؟

 يتبع…………………………………………………. الحلقة الثانية 

للاطلاع على كافة الحلقات المرجو النقر هنا 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، المؤتمر الوطني الثاني، يوليو 2008، مقرر التوجيه والتخطيط التربوي وسبل الارتقاء بهما، الرباط، ص 26.

التدوينة سياقات ودواعي إعادة التوجيه |الحلقة الأولى| استهلال بقلم الھاشمي كبدة ظهرت أولاً على توجيه بريس|.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 4023

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>