مبادرة جامعية لافتة بصمت عليها فصائل طلابية مغربية، واحتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، حيث التأمت أربع تيارات طلابية متخلفة المشارب الفكرية والسياسية على طاولة واحدةً، تدعو إلى “نبد العنف والإقصاء” والالتفاف حول “الحوار الفكري والدفاع عن حقوق الطلاب”.
وتأتي المبادرة في وقت تغلي الساحة الجامعية على وقع العنف بين مختلف الفصائل الطلابية، في معارك مُسلّحة وسط الكليات والأحياء الشعبية المجاورة لها، أودت في الآونة الأخيرة بأرواح عديد من الطلاب، آخرها الطالب الإسلامي، الحسناوي، الذي قُتل قبل عامين بفاس، إثر مواجهات دامية بين طلبة فصيل “التجديد الطلابي”، المقرب من حزب “العدالة والتنمية”، و”النهج القاعدي” ذي التوجه اليساري الراديكالي.
التحرك الطلابي الذي أشرف عليه تيار “الحركة الثقافية الأمازيغية – موقع أكادير”، ضمن ندوة حوارية حملت عنوان “الحركة الطلابية في ظل أزمة العنف: أية إجابة؟”، لاقى استحسان الطلاب، خاصة أنه ظل مطلبا مُلحاً من جل التيارات الطلابية. وحضرت النقاش فصائل “الطلبة الثوريون تيار المناضل(ة)” و”طلبة العدل والإحسان” و”الوحدة والتواصل”.
وتقول “الحركة الثقافية الأمازيغية” إن المبادرة تأتي من أجل “وقف ظاهرة العنف بكل أشكاله داخل الساحة الجامعية”، مؤكدة، إلى جانب الأطراف الطلابية الأخرى، على “ضرورة صياغة ميثاق شرف لنبد العنف والإقصاء باعتبار الجامعة ساحة للحوار الفكري والدفاع عن حقوق الطلاب”.
من جهته، يرى فصيل “الطلبة الثوريين” أن “الحوار الطلابي” ينطلق مما يسميه “العمل الوحدوي” الذي يقول إنه “مصيري”، ويطرح رؤيته في إعادة بناء النقابة الطلابية بالجامعات المغربية عبر طرحين اثنين: “بناء جبهة يسارية طلابية تضم المكونات اليسارية المناضلة داخل الجامعة” وأيضا “بناء جبهة بين القوى الديمقراطية والتقدمية تكون منطلقا لإعادة بناء أوطم”.
وتطرح الوثائق المرجعية للفصيل الطلابي اليساري في قضية العنف في صفوف الحركة الطلّابية “الاحتكام إلى مبادئ أوطم لتدبير الخلافات بين التيارات الطلابية”، مع التشديد على “عدم المبادرة إلى العنف بين الفصائل الطلابية تجسيداً مبدئيا للحق في الوجود والفعل السياسي والتنظيمي والبرنامجي والفكري”، مع “تفجير معارك جماهيرية وطنية وفق أشكال تنسيق وطني، على اعتبارها تتضمن نقاطا مشتركة بين كافة المواقع الجامعية”.
وكان فصيل “طلبة العدل والإحسان”، الذي يُسير الكتابة العامة للتنسيق الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دعا الأطراف والمكونات داخل الجامعة إلى “نبذ العنف وتبني الحوار الديمقراطي في تدبير الاختلاف”، وانتقد استمرار حالات العنف داخل الجامعات، على أنّها “إجهاز على ما تبقى من حرمة الجامعة”، فيما حمّل المسؤولية الكاملة للدولة، “باعتبار الأحداث من نتائج الفشل الذريع للمنظومة التعليمة عموما”.
أما منظمة التجديد الطلابي فأطلقت بدورها، إلى جانب هيئات حزبية وحقوقية وشبابية، قبل مدة، حملة وطنية تحت عنوان “مبادرة وطن”، تطالب خلالها بتأسيس ائتلاف وطني لأجل ما أسمته “إنقاذ الجامعة”، محذرة مما أسمته “كارثة إنسانية حقيقية تستهدف الجامعة والطلاب”، وداعية إلى “إنقاذ الجامعة والوطن من الإرهاب”، وفق تعبيرها.
هسبريس
التدوينة فصائل طلابية تدفن “الخلاف والعنف” وتختار الحوار ظهرت أولاً على توجيه بريس.