في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة أن التوظيف بالتعاقد لا يشكل أي خطر على جودة التعليم العمومي بالمغرب، كشف تقرير صادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن التلاميذ الذين يستفيد مدرسوهم من تكوينات مستمرة قبل الولوج إلى مهنة التدريس يحصلون على أداء أحسن من أداء باقي التلاميذ.
وكانت الحكومة قد أقرت نظام التوظيف بـ”الكونطرا” وقطعت مع نظام التكوين السابق في المراكز الجهوية للتربية والتكوين، واقتصرت فقط على بعض التدريبات والدروس النظرية بعد توظيف المتعاقدين؛ الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً حينها على مستوى جودة المتعلمين والارتقاء بالمنظومة التربوية التي يعترف الجميع بفشلها.
رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بمجلس عزيمان، أكدت، اليوم الاثنين خلال ندوة صحافية لتقديم نتائج الدورة الـ13 للمجلس، أن المبدأ الذي ينادي به المجلس الأعلى للتعليم يشدد على ضرورة أن يتوفر المدرس على تكوين ذي جودة عالية.
وخلال تقديمها لتقرير حول دراسة “TIMSS 2015” السابقة (التوجهات الدولية في دراسة الرياضيات والعلوم)، التي وضعت تلاميذ المغرب في تصنيف “أقل من ضعيف”، دعت المسؤولة ذاتها إلى الرفع من جودة مهنة المدرسين عبر وضع التكوينات الأساسية والمستمرة في صلب عملية التدريس.
وقال المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في تقرير يحلل نتائج المغرب ومقارنتها على الصعيد العالمي، إن أداء التلاميذ حسب الوسط الأسري لعب دورا مهما في النتائج الكارثية التي حصل عليها التلاميذ؛ إذ صرح ثلثهم بأنهم لا يتوفرون على كتب في بيوتهم أو يتوفرون على القليل منها، وبالتالي كان أداؤهم أضعف بكثير من أداء التلاميذ الذين يتوفرون على أكثر من 10 كتب.
وخلص التقرير إلى أن عوامل اجتماعية واقتصادية وتربوية متعددة ومتنوعة تؤثر في التحصيل لدى التلاميذ، ودعا إلى ضرورة التفكير الجدي في “منهنة” التدريس والتعليم الأولي وتدبير المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى توفير موارد تربوية من قبيل الكتب، والحواسيب لاستخدام المعلوميات في التدريس.
وأكد المجلس أن تحصيل التلاميذ هو المؤشر الأساسي على تحسين أداء المنظومة التربوية، وأن الحكومة يجب تضع هدفا للتحصيل نصل إليه كل أربع سنوات في أفق سنة 2030.
وكان المغرب قد تذيّل لائحة ترتيب الدول المشاركة في الدراسة الدولية للتوجهات في تدريس الرياضيات والعلوم؛ إذ حل بالمرتبة الـ47 من أصل 49 دولة بخصوص الأداء الوطني في مجال الرياضيات. أما في مجال العلوم، فقد جاء في المرتبة الـ46 من أصل 49 دولة بالمستوى الرابع ابتدائي، وفي المركز الـ36 من أصل 39 دولة بالمستوى الثاني إعدادي.
هسبريس – عبد الرحيم العسري
التدوينة الهيئة الوطنية للتقييم: ضعف مستوى التلاميذ يرجع إلى توظيف الأساتذة بلا تكوين ظهرت أولاً على توجيه بريس|.