لم تكن أسر قرابة ستين فتاة قروية بجماعة أفلاإغير بمدينة تزنيت تتوقع أن تجد “فلذات أكبادها” أنفسهن خارج المنظومة التعليمية؛ وذلك بعد القرار الذي اتخذته مندوبية وزارة التربية الوطنية، والقاضي بإغلاق الثانًوية التأهيلية الوحيدة المتواجدة بتراب الجماعة القروية، والتابعة لدائرة تافروات.
وطالبت الوزارة الوصية أسر الفتيات المعنيات بنقلهن إلى ثانوية في مركز تافراوت، الذي يبعد عنهم بأزيد من ثلاثين كيلومترا؛ وهو ما اعتبره أولياؤهن تعسفا في حقهن، مؤكدين في تصريحات متطابقة لهسبريس أنهم قرروا وقف مسارهن الدراسي لاستحالة تركهن بعيدات عنهم.
ولمواجهة القرار الصادر عن وزارة بلمختار، قرر أباء وأولياء التلميذات المعنيات خوض احتجاجات ضده، مهديين بتوقف أبنائهم وبناتهم عن متابعة الدراسة.
وبررت مندوبية التعليم قرارها بكون مجموع التلاميذ المسجلين في الموسم الدراسي الماضي لم يتجاوز 93 تلميذا، في حين تحدد معايير وزارة التربية الوطنية ضرورة تواجد 120 تلميذا لاستمرار تواجد هذا المرفق العمومي.
فعاليات جمعوية في المنطقة أكدت أن قرار إغلاق أبواب الثانوية أمام أبناء المنطقة سيكون تهديدا حقيقيا لمستقبل الفتيات اللواتي كن يتابعن دراستهن فيها، في وقت توجد ضمنهن متفوقات، وحصلت إحداهن على أعلى معدل في إقليم تزنيت.
ورغم دخول عامل الإقليم على خط الأزمة إلا أن الاجتماع الذي عقده مع أولياء التلاميذ وعدد من الجمعيات النشيطة في المنطقة، بحضور المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، لم يفلح في إيجاد حل للمعضلة، بعدما تشبث الأخير بقرار الإغلاق، ما جعل المتضررين يناشدون الملك محمد السادس التدخل في الملف.
وفي هذا الصدد، وجه أولياء التلميذات والتلاميذ ملتمسا إلى وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، يطالبون فيه بإبقاء الثانوية مفتوحة، ومؤكدين أنهم يعيشون قلقا كبيرا على مستقبل أبنائهم بعد قرار الإغلاق.
واعتبرت الرسالة أن إغلاق المؤسسة الثانوية سيترتب عنه حرمان 57 فتاة و36 تلميذا من إتمام دراستهم، نظرا لضعف إمكانياتهم المادية، وزادت: “ننبه إلى عدم قدرتنا على توفير مجموعة من الحاجيات الضرورية في ظل هذا القرار القاسي الذي نتمنى أن يعاد فيه النظر بشكل يسمح بعدم نهاية مستقبل أبنائنا الدراسي”.
عن هسبريس
التدوينة إغلاق ثانوية يوقف مسار التعلّم لعشرات الفتيات القرويات بتزنيت ظهرت أولاً على توجيه بريس.